فصل: قال الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



164 {حكيما}.
165 {شهيدا}.
166 {بعيدا}.
167 {طريقا}.
168 {يسيرا}.
169 {حكيما}.
170 {وكيلا}.
171 {جميعا}.
172 {نصيرا}.
173 {مبينا}.
174 {مستقيما}.
175 {عليم}. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة النساء:
88- مسألة: قوله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} وفى الأعراف {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}؟
جوابه:
أن آية النساء في آدم وحواء عليهما السلام لأنها خلقت منه، وآية الأعراف، قيل: في قصي، أو غيره من المشركين ولم تخلق زوجته منه، فقال: {وَجَعَلَ}، لأن الجعل لا يلزم منه الخلق، فمعناه: جعل من جنسها زوجها.
89- مسألة: قوله تعالى: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}. وفى المائدة: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}؟
جوابه:
أن آية النساء في نكاح الإماء، وكان كثير منهن مسافحات فناسب جمع المؤنث بالإحصان.
وأية المائدة في من يحل للرجال من النساء فناسب وصف الرجال بالإحصان، ولأنه تقدم ذكر النساء بالإحصان، فذكر إحصان الرجال أيضا تسوية بينهما، لأنه مطلوب فيهما.
90- مسألة: قوله تعالى: {وبذى القربى} وفى البقرة: {وبذى القربى} بغير باء في فيه {وبذى القربى}؟
جوابه:
أن آية البقرة حكاية عما مضى من أخذ ميثاق بنى إسرائيل وآية النساء من أوله إلى هنا في ذكر الأقارب وأحكامهم في المواريث والوصايا والصلات، وهو مطلوب، فناسب التوكيد بالباء.
91- مسألة: قوله تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} الآية وقال في المائدة: {وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}؟
جوابه:
لما تقدم في المائدة تفصيل الوضوء وتفصيل واجباته ناسب ذكر واجبات التيمم بقوله: (مِنْهُ)، وأن إيصال بعضه بالبدن شرط.
وأية النساء جاءت تبعا للنهى عن قربان الصلاة مع شغل الذهن، فناسب حذفه.
92- مسألة: قوله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} وقال في الآية الثانية: {فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}؟
جوابه:
أن الآية الأولى نزلت في اليهود، ونخريفهم الكلم افتراء على الله، وقولهم: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}- فناسب ختم الآية بذكر الافتراء العظيم.
والآية الثانية تقدمها قوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}، فناسب ختمها بذلك، ولأنها في العرب وعباد الأصنام بغير كتاب، وبعد ذكر طعمة ابن وبيرق وارتداده، فهم في ضلال عن الحق بعيد، والكتب المنزلة.
93- مسألة: قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} وقال تعالي في التغابن: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} قدم هنا المؤمن، وأخره ثمة.
جوابه:
أنه لما سمى إبراهيم وآله ناسب تقديم (مؤمن) بخلاف آية التغابن لعموم اللفظ فيه.
94- مسألة: قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} قال في الأولى: {وَإِنْ تُحْسِنُوا} وفى الثانية: {وَإِنْ تُصْلِحُوا} وختم الأولى: {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وختم الثانية بقوله: {غَفُورًا}؟
جوابه:
- أما الأول: فالمراد به أن يتصالحا على مال تبذله المرأة من مهر أو غيره ليطلقها، فإنه خير من دوام العشرة بالنشوز والإعراض، ثم عذر النساء بقوله تعالى: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} ثم قال: {وإن تحسنوا} معاشرتهن بترك النشوز والإعراض فإنه خبير بذلك فيجازيكم عليه.
وعن الثاني: أن العدل بين النساء عزيز ولو حرصتم لأن الميل إلى بعضهن يتعلق بالقلب وهو غير مملوك للإنسان، وإذا كان كذلك فلا تميلوا كل الميل فتصير المرأة كالمعلقة التي لا مزوجة ولا مطلقة، ثم قال: {وَإِنْ تُصْلِحُوا} معاشرتهن بقدر الإمكان، وتقوموا بحقوقهن المقدور عليها، فإن الله تعالى يتجاوز عما لا تملكونه من الميل بمغفرته ورحمته.
95- مسألة: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ... وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}. ما فائدة تكرار ذلك عن قرب؟
جوابه:
أن التكرار إذا كان لاقتضائه معاني مختلفة فهو حسن، وهذا كذلك، لأن الأولى بعد قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} لأن له ما في السموات وما في الأرض فهو قادر على ذلك، ولذلك ختم لقوله تعالى: {وَاسِعًا حَكِيمًا}. والثانية: بعد أمره بالتقوى، فبين أن له ما في السموات وما في الأرض، فهو أهل أن يتقى، ولذلك قال تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}.
96- مسألة: قال تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ}؟. وفى المائدة: {قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}؟
جوابه:
أن الآية هنا تقدمها نشوز الرجال وإعراضهم عن النساء والصلح على مال، وإصلاح حال الزوجين، والإحسان إليهن، وقوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ}، وقوله تعالى: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}، وشبه ذلك، فناسب تقديم القسط وهو العدل أي: كونوا قوامين بالعدل بين الأزواج وغيرهن، واشهدوا لله لا لمراعاة نفس أو قرابة. وأية المائدة: جاءت بعد أحكام تتعلق بالدين، والوفاء بالعهود والمواثيق لقوله تعالى في أول السورة: {أوفوا بالعقود} إلى آخره، وقوله تعالى قبل هذه الآية: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ} الآية.
ولما تضمنته الآيات قبلها من أمر ونهى، فناسب تقديم: (لله) أي: كونوا قوامين بما أمرتم أو نهيتم لله، لماذا شهدتم فاشهدوا بالعدل لا بالهوى.
97- مسألة: قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ} وفى الأحزاب: {إِنْ تُبْدُوا شَيئًا أَوْ تُخْفُوهُ}؟
جوابه:
أن ذكر الخير هنا لمقابلة ذكر السوء في قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ} عند الجهر به إلا من المظلوم بدعاء أو استنصار، ثم نبه على ترك الجهر من المظلوم إما بعدم المؤاخذة أو العفو.
وأية الأحزاب في سياق علم الله تعالى بما في القلوب لتقدم قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}، ولذلك قال: (شيئا) لأنه أعم من الخاصة.
والمراد: إن تبدو في أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أو تخفوه تخويفا لهم.
98- مسألة: قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} الآية وفى الأنعام: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} الآيات رتبهم هنا غير ترتيبهم في الأنعام؟
جوابه:
أن آية النساء نزلت ردا إلى قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا}، وهذا على قول المشركين حتى {تنزل علينا كتابا نقرؤه} فبين هنا أنه ليس كل الأنبياء أنزل عليهم كتابا، بل بعضهم بوحي، وبعضهم بكتب، وبعضهم بصحف، فقدم نوحا لعدم كتاب نزل عليه مع نبوته، وأجمل النبيون من بعده، ثم فصلهم: فقدم إبراهيم لإنزال صحفه، وتلاه بمن لا كتاب له، ثم قدم عيسى للإنجيل، ثم تلاه بمن لا كتاب له، وهم: أيوب ومن بعده، ثم قدم داود وزبوره، وتلاه بمن كتاب له ممن قصهم أو لم يقصهم، ثم ذكر موسى لبيان أن تشريفه للأنبياء ليس بالكتب ولذلك خص بعضهم بما شاء من أنواع الكرامات إما بتكليم أو إسراء، أو إنزال كتاب، أو صحيفة، أو وحي على ما يشاء، فناسب هذا الترتيب ما تقدم.
أما آيات الأنعام: فساقها في سياق نعمه على إبراهيم ومن ذكره من ذريته ففرق بين كل اثنين منم بما اتفق لهما من وصف خاص بهما: فداود وسليمان بالملك والنبوة، وأيوب ويوسف بنجاتهم من الابتلاء: ذاك بالمرض وهذا بالسجن، وموسى وهارون بالأخوة والنبوة، وزكريا ويحيى بالشهادة، وعيسى وإلياس بالسياحة، وإسماعيل واليسع بصدق الوعد، ويونس ولوط بخروج كل واحد منهما من قرية من بعث إليه، ونجاة يونس من الحوت، ولوط من هلاك قومه، والله أعلم. اهـ.

.قال الفيروزابادي:

المتشابهات في هذه السورة:
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} ليس غيره أي عليم بالمَضارة، حليم عن المُضارة.
قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا وَذلك الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} بالواو، وفى براءَة (ذلك) بغير واو، لأَنَّ الجملة إِذا وقعت بعد أَجنبيَّة لا تحسن إِلاَّ بحرف العطف.
وإِن كان بالجملة الثانية ما يعود إِلى الجملة الأَولى حسن إِثبات حرف العطف، وحسن الحذف؛ اكتفاءً بالعائد.
ولفظ (ذلك) في الآيتين يعود إِلى ما قبل الجلمة، فحسن الحذف والإِصبات فيهما.
ولتخصيص هذه السّورة بالواو وجهان لم يكونا في براءَة: أَحدهما موافقة ما قبلها، وهى جملة مبدوءَة بالواو، وذلك قوله: {وَمَنْ يَطِعِ الله}؛ والثانى موافقة ما بعدها، وهو قوله: (وَلَهُ) بعد قوله: {خَالِدًا فِيهَا} وفى براءَة أَوعد أَعداءَ الله بغير واو، ولذلك قال (ذلك) بغير واو.
وقوله: {مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} في أَوّل السّورة، وبعدها {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} وفى المائدة {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} لأَنَّ ما في أَوّل السورة وقع في حقِّ الأَحرار المسلمين، فاقتُصِر على لفظ {غَيْرَ مُسَافِحِينَ} والثانية في في الجوارى، وما في المائدة في الكتابيّات فزاد {وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} حرمة للحرائر المسلمات، ولأَنهنَّ إِلى الصّيانة أَقرب، ومن الخيانة أَبعد، ولاَّنَّهنَّ لا يتعاطين ما يتعاطاه الإِماءُ والكتابيَّات من اتِّخاذ الأَخدان.
قوله: {فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} في هذه السّورة وزاد في المائدة (منه) لأَنَّ المذكور في هذه بعضُ أَحكام الوضوءِ والتيمّم، فحسن الحذف؛ والمذكور في المائدة جميع أَحكامهما، فحسن الإِثبات والبيان.
قوله: {إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ختم الآية مرة بقوله: {فقد افترى} ومرّة بقوله: {فقد ضلَّ} لأَنَّ الأَوّل نزل في اليهود، وهم الَّذين افتروْا على الله ما ليس في كتابهم، والثَّانى نزل في الكفار، ولم يكن لهم كتاب فكان ضلالهم أَشدّ.